ورغم ضجيج إخوتنا جماعة الإعجاز العلمى، والاحتراب الحادث فى فضائنا المحلى بين العلمانيين والمتدينين، فإن الصورة المتفردة التى تجسد ظاهرة الثقوب السوداء تحتاج إلى تفسير علمى لهذه الظاهرة الكونية التى بشرت بها سينما الخيال العلمى طويلًا.
ابتداءً الثقب الأسود هو مستنقع فلكى غير مرئى لا يمكن للضوء أو المادة النجاة منه، إلا أن أحدث الصور التى خلبت عقل العالم تقود علماء الفلك لأول مرة إلى عتبته التى ظهرت مضاءة فى أفق الهالة التى تتعطل فيها جميع القوانين الفيزيائية المعروفة.
الصورة استلزم التقاطها تلسكوب Event Horizon، وهو شبكة مكونة من ثمانية مناظير راديوية تمتد مواقعها من أنتاركتيكا إلى إسبانيا وتشيلى، تظهر هالة من الغبار، تتبع الخطوط العريضة لثقب أسود هائل فى قلب مجرة Messier 87، على بعد 55 مليون سنة ضوئية من الأرض.
معلوم نظرية النسبية لأينشتاين أول من تنبأ بوجود الثقوب السوداء، رغم أن أينشتاين نفسه كان يشك فى أنها موجودة بالفعل. ومنذ ذلك الحين، جمع علماء الفلك أدلة دامغة على أن هذه المجارى أو المعابر أو الأنفاق الكونية موجودة هناك، لكن الثقوب السوداء صغيرة للغاية ومظلمة وبعيدة، ويتطلب رصدها مباشرة تلسكوبًا بدقة «تعادل القدرة على رصد نملة سوداء على الجانب المظلم للقمر».
ما تثيره الصورة من أسئلة محير فعلًا، ويربك العلماء، وفقًا لنظرية الثقوب، بما أنه توجد ثقوب سوداء، يمكن للأشياء السقوط فيها بلا عودة، فإنه يجب أن تكون هناك أجسام تخرج منها الأشياء تسمى الثقوب البيضاء، ومن هنا يمكن للعقل افتراض إمكانية القفز فى ثقب أسود فى مكان ما ليخرج الشخص من ثقب أبيض فى مكان آخر. هذا النوع من السفر الفضائى ممكن نظريًا!
ولو افترضنا أنه كانت هنالك مركبة فضاء قفزت إلى هذا الثقب الذى تم تصويره أخيرًا، ماذا يحدث؟. هنا يجيب «ستيفن هوكينغ» من أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون، والتسلسل الزمنى: «المركبة سوف تذهب إلى كون صغير «كون طفل» خاص بها، هذا يمكن توضيحه، وذلك بأن تتخيل كمية من الزيت فى حوض ماء وهى متجمعة، حرك هذه الكمية بقلم سوف تنفصل كرة صغيرة من الزيت عن الكرة الكبيرة، هذه الكرة الصغيرة هى الكون الطفل والكرة الكبيرة هى عبارة عن كوننا الكبير، ولاحظ أن الكرة الصغيرة قد ترجع وتتصل مع الكون الكبير، وقد يعود هذا الكون الطفل إلى الانضمام ثانية إلى منطقتنا من عالم «الزمكان» فإن فعل سيبدو لنا كثقب أسود آخر قد تشكل ثم تبخر، والجسيمات التى سقطت فى ثقب أسود تبدو كجسيمات مشعة من ثقب آخر.
لكن هناك عيوب فى هذا المخطط النظرى لهذا السفر الكونى، أولها أنك لن تستطيع تحديد مكان توجهك وأيضًا الأكوان الطفلة التى تأخذ الجسيمات التى سقطت فى الثقب الأسود تحصل فيما يدعى بالزمن التخيلى يصل رجل الفضاء الذى سقط فى الثقب الأسود إلى نهاية بغيضة مؤلمة، فهو يستطيل مثل «المكرونة الإسباجتى» ثم يتمزق بسبب الفرق بين القوى المطبقة على رأسه وقدميه.
حتى الجسيمات التى يتكون منها جسمه سوف تنسحق تواريخها فى الزمن الحقيقى. ولكن تواريخها فى الزمن التخيلى سوف تستمر، حيث تعبر إلى كون طفل ثم تعود للظهور كجسيمات يشعها ثقب أبيض، إن على من يسقط فى ثقب أسود أن يتخذ الشعار: «فكر تخيليا». وما نعنيه هو أن الذهاب عبر ثقب أسود ليس مرشحًا ليكون طريقة مرضية وموثوقًا بها للسفر الكونى لأنها ما زالت فى طور الفلسفة النظرية، يقولون «إن الثقب الأسود بوابة لمجرة بعيدة أو عالم آخر».
عدد الردود 0
بواسطة:
.Dr
ممكن الخروج
يمكنك الخروج من الثقب الأسود، ولكن على شكل "طاقة"، أى تتحول الى "أشعة جاما"، ولكن لن تعود مطلفا الى حالتك الأولى ! ستهرس "جزيئاتك"، وتندمج "ذراتك" وتتكسر مدارات الاليكترونيات لذرات جسمك، وتلتصق "أنوية = جمع نواة" جسمك وتتحرر روابط الطاقة وتخرج على شكل "أشعة جاما". وبالتالى : يتكون "كلستر" من "نوى الذرات" بدون فراغات وتزداد جاذبية هذا "الكلستر" ويظل يجذب ويتحد مع الغازات والغبار الفضائى والكواكب والنجوم ان أمكن .....